11/03/2018 الفولکلور الفیلي

الهوره الغناء الكوردي الأصيل

الهوره من الإنشاد الشعبي الرائع المتوارث لدى الكورد الفيليين في كلِّ زمان و مكان،ويعتبر هذا الطور (الهوره) من التراث الغنائي الشعبي المتوارث عند الشعب الكوردي الأصيل يتوارثونه جيلاً عن جيل شفاهياً،والهورة هي النواة الأولى في قراءة الشعر الكوردي الفيلي وأناشيده الإنسانية النابعة من أعماق العاطفة و الوجدان بعفوية و تلقائية عجيبة،هذه الطريقة في الأداء الغنائي لها سمات خاصة بها،

فهي لا تعتمد على الأوزان الشعرية الاعتيادية،ولا توجد فيها عبارات قصيرة،فالمغني هو الذي يبدع بذوقه بأداء هذه الأغنية،فيقرأ البيت الأول بلحن معين و البيت الثاني بلحن آخر و هكذا.فترد أكثر مسائل الحياة في (الهوره) مثل السلم و الحرب و الفرح و الحزن و الفراق وآلام القلوب العاشقة و الحنين،وأوجاع الغربة،فهي تعطيك الحكمة أو العلل عن حدوث هذه الظواهر،و أحياناً يذكر المنشد اسم شخصية بارزة في المنطقة ذات مكانة مرموقة،أو يذكر صاحب المضيف (الديوه خان)،فيقول شعراً باللغة الكوردية طبعاً: (وه أفتخار فه لان ..أو وه أفتخار توشمال فه لان .. وه أفتخار كه يخودا فه لان .. وه أفتخار بهلوان فه لان .. ) أي على شرف فلان أو كرامة لفلان،و يستمر بالغناء الشجي،و قد يكون الشعر من تأليف المغني إرتجالاً،أو من النثر المركز و هذا النوع من الغناء الكلاسيكي ليس حصراً بالرجال فقط ،بل هناك نساء مغنيات لهذا النوع أيضاً،قد يكون ف حدود النساء فقط ،أو ضمن الأسرة الواحدة، 
وقد اشتهر الفنان علي نظر بهذا اللون من الغناء الشعبي الجميل و له جمهور كبير في أوساط الكورد الفيلية،وعندما يستمع اليه المرء و كأنه يداعب أوتار القلب فيطرب الوجدان قبل الأذن ..و يأخذك الى ظلال جبال بشتكو و حمرين و ضفاف الوند ،و رفيف أشجار الجوز العملاقة و ألعاب الصبايا في أعياد نوروز،هكذا أشعر بذلك عندما سماعي ألحان الهورة؛وهناك أشعار شعبية مغناة في الأعراس،و مجالس الفرح و الأعياد,كما أنّ هناك أنواع أخرى منها (كزه) تشبه هوره في إدائها،نتحدث عنها في مجال آخر.
نماذج من هوره للفنان علي نظر: 
حين كنتُ يافعاً،
أسكنُ سويداءَ القلوبْ
كوريقة وردة يانعة ..
في منتدى الأحبابْ 
تعالى الضجيج .. و النداء ..
إيذاناً بالرحيل 
لقد رحل حبيبكُ ، 
و بدأ الفراق ..
و عليك شقُّ الجيوب 
*****
و نموذج آخر من أشعار الهورة:
لا أرقد في هذا القبرْ 
فهذا القبرُ ضيّقٌ 
لأن حفّاره شامتٌ بموتي 
حفرهَ و على وجهِهِ ضحكةٌ صفراءْ
مسروراً بما حلَّ بي. و الحديث مع الهورة حديث ذو شجون.و يحتاج الى بحوث و ترجمات لهذه الرائعة من تراثنا الجميل. 

الفولکلور الفیلي